طيلة 12 قرنًا من وجود هذه الأمة العزيزة، لم يكن العرق أو الدين أو اللون موضوعًا للنقاش، بل لم يجد المغاربة العرب والأمازيغ حرجًا في أن تحكمهم سلالات عربية وأمازيغية. والآن، فجأة، نجد بعض الأشخاص المجهولين على مواقع التواصل الاجتماعي يحاولون إشعال فتنة عرقية.
تجدهم يتحدثون وكأنهم جاؤوا لينقذوا العالم، يستخدمون مصطلحات قادمة من قواميس الدواعش، ويهددون بالعنف لتحييد مكون مغربي. هؤلاء الحمقى يتحدثون بثقة وأريحية، وكأنهم يعتقدون أن خطابهم التحريضي لن يكون له تبعات، ويهددون الوحدة الوطنية.
لقد كان المغرب دائمًا مكانًا لاستقبال جميع الثقافات والأعراق، حيث تمازجت هذه العناصر لتشكل هوية مغربية تعرف بتمغربيت، وهو المفهوم الذي يحتضن الجميع تحت مظلة الدولة التي تدير الأمور وفق تعاقد اجتماعي يجعل من الإسلام الدين الرسمي ومن العربية والأمازيغية لغتين رسميتين.
ومع ذلك، هناك من يعتقد أن إضعاف الدولة وضرب النسيج الوطني هو مبرر وجوده. هؤلاء يروجون لنقاشات خبيثة في غرف تيكتوك وتويتر، ولا يدركون أن الدولة ستتدخل بذكاء لقطع الطريق أمام جميع خطابات التحريض.
في النهاية، يبقى الشعار الجامع للمغاربة هو الله الوطن الملك، ولا غالب إلا الله. أما تجار الفتنة، فلهم فتنة 2.0، وهي محاولة يائسة لن تنجح في تفرقة هذا الوطن العزيز.